الثلاثاء، 14 فبراير 2017

سان جيرمان ..هل تحسن الفريق فعلا قبل مواجهة برشلونة ؟


لم تكن بداية عام 2017 مثل نهاية عام 2016، باريس سان جيرمان يبدو أنه استغل فترة التوقف لأعياد الميلاد بأفضل طريقة ممكنة، الهدوء عاد إلى النادي والمشاكل التي عصفت به لم نعد نسمع بها، نتائج مميزة تحققت لم تعيد الفريق إلى صدارة ترتيب الدوري الفرنسي، لكن أعادت له هيبته محليا.

الباريسي أنهى عام 2016 بحالة مزرية مهدرا 8 نقاط في آخر 4 جولات، نتائج كادت أن تجعل حلمه بحصد لقب الدوري الفرنسي للموسم الحالي ينتهي لو كان هناك منافس لا يهدر النقاط بذات الكيفية محليا، وترافق مع ذلك انخفاض حاد في مستوى بعض اللاعبين وأبرزهم أنخيل دي ماريا الذي قيل أنه قريب من الانتقال إلى الصين.

المشكلة لم تقتصر على دي ماريا، الفوضى عمت أرجاء الفريق الأول حيث دارت شائعات حول وجود خلاف بين اللاعبين والمدرب، مع حدوث عدة مشاكل وشجارات في بعثة الفريق بين الإداريين وبقية الموظفين، ومع ضعف فاضح في الأداء الفني على أرض الملعب ووجود مشاكل دفاعية جمة، ظننا جميعا أن موسم الباريسي سيكون كارثي.

أوناي إيمري يصحح الأوضاع ويستفيد من تألق اللاعبين

كما قلنا، العام الجديد كان مختلف فمنذ المباراة الأولى شعرنا بأن الباريسي مختلف بتحقيقه انتصار كاسح على حساب باستيا بسبعة أهداف دون رد في كأس فرنسا، كرنفال أسعد العشاق وأعاد لهم الابتسامة.

ويبدو أن الفوز على باستيا فتح شهية الفريق لتحقيق انتصارات أخرى وأعاد الهدوء إلى اللاعبين والمدرب، فخلال 9 مباريات خاضوها خلال العام الحالي استطاعوا تحقيق 8 انتصارات مقابل تعادل وحيد فقط بدون تلقي أي هزيمة، كما استقبلت شباكهم 3 أهداف فقط خلال المباريات التسع، وحققوا انتصارات عريضة مثل الفوز على رين برباعية نظيفة والفوز على بوردو قبل أيام في الدوري الفرنسي بثلاثة أهداف دون رد.



بصمة إيمري على أداء الفريق أصبحت أكثر وضوحا، فيما استعاد الكثير من اللاعبين تألقهم ووهجهم، إدينسون كافاني لم يعد يسجل الأهداف فقط بل أصبح لا يهدر الفرص وهي مشكلة واجهت الباريسي في القسم الأول من الموسم، فيما شكل التعاقد مع جوليان دراكسلر إضافة قوية للفريق كونه استطاع تسجيل 4 أهداف وصناعة هدف في 6 مباريات.

أنخيل دي ماريا فك النحس هو الآخر واستطاع تسجيل هدفين وصناعة 3 أهداف لأول مرة في البطولات المحلية في فرنسا بعد صيامه عن المساهمة في تسجيل الأهداف لمدة شهر ونصف تقريبا.

الباريسي استعاد هدوءه وأصبح يملك منظومة ناجحة وأكثر قدرة على تهديد مرمى المنافسين والحفاظ على شباك تراب نظيفة في ذات الوقت، مما يمنح جماهير الفريق نفحة من التفاؤل قبل مواجهة برشلونة غدا.

رغم ذلك .. مواجهة موناكو أعاد الباريسي إلى دائرة الشك

صحيح أن نتائج سان جيرمان في العام الجديد تدعو للتفاؤل، لكن يجب عدم نسيان أن رجال إيمري قدموا مباراة سيئة جدا في معقلهم حديقة الأمراء ضد موناكو متصدر ترتيب الدوري الفرنسي.

الباريسي لم يستطع الوصول لمرمى موناكو كما اعتاد أمام باقي المنافسين، ليس هذا فقط بل أن الضيف كان هو الأكثر محاولة والأكثر جرأة في تهديد المرمى، ولولا تألق تراب في بعض الهجمات لكانت النتيجة خروج صاحب الأرض مهزوما من اللقاء.

إيمري اصطدم بفريق منظم في وسط الملعب، يدافع بجميع اللاعبين ويهاجم بشكل عامودي ومباشر على مرمى المنافس، وكشف ذلك عيوب فاضحة في تنظيم وسط ملعب سان جيرمان حيث كان اللاعب من موناكو يجري بالكرة نحو المرمى أكثر من 20 متر في بعض الهجمات دون أن يقابله أحد، بل أن أخطر فرص الضيوف وهدفهم الوحيد نتجوا عبر هذه الآلية.

مشكلة سان جيرمان أن برشلونة يجيد في الوقت الحالي اللعب بشكل مباشر على المرمى، كما نعرف جميعا بأن سواريز وميسي ونيمار الأكثر قدرة في أوروبا على الانطلاق بالكرة بشكل مباشر نحو المرمى وبمهارة فردية بحتة، لذلك إن لم يقابلهم أحد في الطريق نحو منطقة الجزاء فسوف تكون النتيجة الحتمية هدف لصالح البرسا.

نقطة أخرى ظهرت في مواجهة موناكو وهي افتقار سان جيرمان للحلول في بناء الهجمات باستثناء الاعتماد على الكرات العرضية نحو إدينسون كافاني، صحيح أن برشلونة ليس مميز جدا على الصعيد الدفاعي في التعامل مع الكرات العالية، لكن إن كان الخصم يعتمد على هذه الآلية كسلاح وحيد ربما يكون إنريكي قد أعد لاعبيه جيدا للتعامل معها.

باختصار، مواجهة فريق قوي وعنيد ومنظم جعلت الشكوك تحوم مجددا حول قدرات فريق إيمري والتساؤلات تزداد فيما إذا كانت الانتصارات الأخرى تحققت بسبب ضعف المنافسين، وهذا بالطبع يجعل الفريق يدخل مواجهة برشلونة بدون أن يصل للثقة الكاملة بقدراته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق